کد مطلب:109865 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

خطبه 147-در هدف از بعثت











ومن خطبة له علیه السلام

الغایة من البعثة

فَبَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لِیُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الْأُوْثَانِ إِلَی عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّیْطَانِ إِلَی طَاعَتِهِ، بِقُرْآن قَدْ بَیَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ، لِیَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، وَلِیُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، وَلِیُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ. فَتَجَلَّی لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِی كِتَابِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونُوا رَأَوْهُ، بِمَا أَرَاهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَیْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلاَتِ، وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ!

الزمان المقبل

وَإِنَّهُ سَیَأْتی عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْدِی زَمَانٌ لَیْسَ فِیهِ شَیْءٌ أَخْفَی مِنَ الْحَقِّ، وَلاَ أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَی اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَیْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِیَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ أَنْفَقَ مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ فِی الْبِلاَدِ شَیءٌ أنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفَ مِنَ المُنكَرِ! فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ; فَالْكِتَابُ یَوْمَئِذٍ وَأَهْلُهُ طَرِیدَانِ مَنْفِیَّانِ، وَصَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ فِی طَرِیقٍ وَاحِدٍ لاَ یُؤْوِیهِمَا مُؤْوٍ; فَالْكِتَابُ وَأَهْلُهُ فِی ذلِكَ الزَّمَانِ فِی النَّاسِ وَلَیْسَا فِیهِمْ، وَمَعَهُمْ وَلَیْسَا مَعَهُمْ! لِأَنَّ الضَّلاَلَةَ لاَ تُوَافِقُ الْهُدَی، وَإِنِ اجْتَمَعَا. فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَی الْفُرْقَةِ، وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَیْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ، فَلَمْ یَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ اسْمُهُ، وَلاَ یَعْرِفُونَ إِلاَّ خَطَّهُ وَزَبْرَهُ، وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِینَ كُلَّ مُثْلَةٍ، وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَی اللهِ فِرْیَةً، وَجَعَلُوا فِی الْحَسَنَةِ العُقُوبةَ السَّیِّئَةَ. وَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ وَتَغَیُّبِ آجَالِهِمْ، حَتَّی نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ الَّذِی تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ، وَتُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ، وَتَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ وَالنِّقْمَةُ.

عظة الناس

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَنِ اسْتَنْصَحَ اللهَ وُفِّقَ، وَمَنِ اتَّخَذَ قَوْلَهُ دَلِیلاً هُدِیَ (لِلَّتَی هِیَ أَقْوَمُ); فَإِنَّ جَارَ اللهِ آمِنٌ، وَعَدُوَّهُ خَائِفٌ، وَإِنَّهُ لاَ یَنْبَغِی لِمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللهِ أَنْ یَتَعَظَّمَ، فَإِنَّ رِفْعَةَ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ مَا عَظَمَتُهُ أَنْ یَتَوَاضَعُوا لَهُ، وَسَلاَمَةَ الَّذِینَ یَعْلَمُونَ مَا قُدْرَتُهُ أَنْ یَسْتَسْلِمُوا لَهُ، فَلاَ تَنْفِرُوا مِنَ الْحَقِّ نِفَارَ الصَّحِیحِ مِنَ الْأَجْرَبِ، وَالْبَارِی مِنْ ذِی السَّقَمِ. وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی تَرَكَهُ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمَیثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذِی نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّی تَعْرِفُوا الَّذَی نَبَذَهُ. فَالْتَمِسُوا ذلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَیْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، هُمْ الَّذِینَ یُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، لاَ یُخَالِفُونَ الدِّینَ وَلاَ یَخْتَلِفُونَ فِیهِ، فَهُوَ بَیْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ.